كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
وكان الجُبَّائي يذهب إلى أنَّ الروح جسم، وأنها غير الحياة، والحياة عرض. ويعتلُّ بقول أهل اللغة: خرجت روحُ الإنسان. وزعم أنَّ الروح لا تجوز عليها الأعراض.
وقال قائلون: ليس الروحُ شيئًا أكثرَ من اعتدال الطبائع الأربعة (¬١)، ولم يرجعوا من قولهم [اعتدال] (¬٢) إلا إلى المعتدل، ولم يثبتوا في الدنيا (¬٣) شيئًا إلا الطبائع الأربعة التي هي: الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة.
وقال قائلون (¬٤): إن الروح معنًى خامسٌ غيرُ الطبائع الأربعة، وأنه ليس في الدنيا إلا الطبائع الأربعة والروح.
واختلفوا في أعمال الروح، فثبَّتها (¬٥) بعضهم طباعًا، وثبَّتها بعضهم اختيارًا.
وقال قائلون: الروح: الدم الصافي والخالصُ من الكدر والعفونات. وكذلك قالوا في القوة.
وقال [١١٥ ب] قائلون: الحياة هي الحرارة الغريزية.
وكلُّ هؤلاء الذي حكَينا قولهم في الروح من أصحاب الطبائع يثبتون أن الحياة هي الروح.
---------------
(¬١) كذا بتأنيث العدد في جميع النسخ هنا وفيما بعد، وهو جائز في الوصف، غير أنّ في مقالات الأشعري: «الأربع» في كل هذه المواضع.
(¬٢) زيادة من المقالات.
(¬٣) «في الدنيا» ساقط من (ط).
(¬٤) «قائلون» ساقط من الأصل.
(¬٥) (ب، ط): «فيثبتها».