كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

وعرض وعمق، وأنها غير مفارقة في هذا العالم لغيرها مما يجري عليه حكم الطول والعرض والعمق. وكلُّ واحد (¬١) منهما يجمعهما صفة الحدِّ والنهاية (¬٢).
وقالت طائفة (¬٣): إن النفس موصوفةٌ بما وصفها هؤلاء الذين قدَّمنا ذكرَهم من معنى الحدود والنهايات، إلا أنها غيرُ مفارقة لغيرها مما لا يجوز (¬٤) أن يكون موصوفًا بصفة الحيوان.
وحكى الحريري (¬٥) عن جعفر بن مُبَشِّر (¬٦): أن النفس جوهر، ليس هو هذا الجسمَ وليس بجسم، ولكنه معنى بايَنَ الجوهر والجسم.
وقال آخرون: النفسُ معنًى غيرُ الروح (¬٧)، والروحُ غير الحياة، والحياة عنده عرضٌ. وهو أبو الهذيل، يزعم (¬٨) أنه قد يجوز أن يكون الإنسان في حال نومه مسلوبَ النفس والروحِ دون الحياة [١١٦ أ]. واستَشْهد على ذلك بقوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}
---------------
(¬١) (ب، ط): «فكل واحد». وكذا في المقالات.
(¬٢) في المقالات: «وهذا قول طائفة من الثنوية يقال لهم المنانية».
(¬٣) قال الأشعري: وهؤلاء الدِّيصانية.
(¬٤) (ب، ط، ج): «مقارنة لغيرها لا يجوز».
(¬٥) (ن): «الجُريري» بالجيم المضمومة. ولم أقف على ترجمته.
(¬٦) الثقفي (ت ٢٣٤) هو مثل جعفر بن حرب من معتزلة بغداد، وكلاهما مشهور عندهم بالعلم والورع. طبقات المعتزلة (٧٦) وتاريخ بغداد (٧/ ١٦٢).
(¬٧) (ط): «غير معنى الروح».
(¬٨) كذا في الأصل. وفي غيره والمقالات: «وزعم».

الصفحة 515