كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
ليلقَى الروح»، فأقنَعَ (¬١) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هكذا ــ قال عفان برأسه إلى خلفه ــ فوضع جبهته على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فأخبرَ أن الأرواح تتلاقى في المنام.
وقد تقدَّم قول ابن عباس (¬٢): تلتقي أرواح الأحياء والأموات (¬٣) في المنام، فيتساءلون بينهم، فيمسك الله أرواح الموتى.
الثامن عشر: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث بلال: «إنَّ الله قبض أرواحكم وردَّها إليكم حين شاء» (¬٤). ففيه دليلان: وصفُها بالقبض، والرَّدِّ.
العشرون: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «نَسَمة المؤمن طائرٌ يعلقُ في شجر الجنة» (¬٥). وفيه دليلان:
أحدهما: كونُه (¬٦) طائرًا.
الثاني: تعلُّقها في شجر الجنة (¬٧)، وأكلُها، على اختلاف التفسيرين (¬٨).
---------------
(¬١) أقنع رأسه: رفعه.
(¬٢) في (ن): «حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -»، وهو خطأ. وقد تقدم في أول المسألة الثالثة.
(¬٣) (ن): «وأرواح الموتى».
(¬٤) تقدم في المسألة السابعة عشرة (ص ٤٣٣).
(¬٥) تقدَّم تخريجه (ص ١١١).
(¬٦) (ب، ط، ج): «كونها».
(¬٧) «كونه ... الجنة» ساقط من الأصل.
(¬٨) لم يذكر المصنف فيما سبق إلا معنى الأكل. وقد فرَّق ابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ٩٠) بين الروايتين في المعنى. ففسّر «يعلَق» بفتح اللام بمعنى يسرَح، و «يعلُق» بضم اللام بمعنى تأكل وترعى.
أما معنى التعلق بالشجر فذكره صاحب مرقاة المفاتيح (٤/ ٩٩) عن الطيبي.