كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
فرآه في المنام في حالٍ حسنة، فقال: يا أخي، قد أراك في حال تَسُرُّني (¬١)، فما صنع الحسن؟ قال: رُفِع فوقي بسبعين درجةً. قلت: ولمَ ذاك، وقد كنَّا نرى أنك (¬٢) أفضلُ منه؟ قال: ذاك بطول حزنه (¬٣).
وقال ابن عيينة: رأيت سفيان الثوريَّ في النوم، فقلتُ: أوصني. فقال: أقِلَّ من معرفة الناس (¬٤).
وقال عمّار بن سيف: رأيت الحسن بن صالح (¬٥) في منامي، فقلت: قد كنتُ متمنّيًا للقائك، فماذا عندك فتخبرَنا به؟ فقال: أبشر، فإنّي لم أرَ مثلَ حسنِ الظن بالله شيئًا (¬٦).
ولما مات ضَيْغَم العابدُ رآه بعض أصحابه (¬٧) في المنام (¬٨) فقال: أما صلَّيتَ عليَّ؟ قال: فذكرت علّةً كانت، فقال: أما لو كنتَ صلّيت عليّ ربحتَ رأسَك (¬٩).
---------------
(¬١) (ب، ط، ق): "يسرّني".
(¬٢) (ز): "نراك".
(¬٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات (٤٠).
(¬٤) أخرجه ابن أبي الدنيا المنامات (٤٤). هذه وصيته في المنام، وبها أوصى في اليقظة أيضًا! انظر: كتاب العزلة لابن أبي الدنيا (٤١).
(¬٥) الحسن بن صالح بن صالح بن حيّ بن شُفَي الهمداني الثوري. فقيه عابد (١٠٠ - ١٦٩) انظر: التقريب (١٦١).
(¬٦) أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات (٤٨). وحسن الظن بالله (٩).
(¬٧) هو ابن ثعلبة كما في المنامات. وهو عبد الله بن ثعلبة الحنفي المترجم في الحلية (٦/ ٢٤٥).
(¬٨) (ط، ج): "منامه".
(¬٩) أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات (٥٠).