كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وقال أبو بكر بن أبي مريم: رأيت وفاء (¬١) بن بِشْر بعد موته، فقلت: ما فعلْتَ يا وفاء؟ قال: نجوتُ بعد كلّ جهد. قلت: فأيُّ الأعمال وجدتموها أفضل؟ قال: البكاء من خشية الله عزوجل (¬٢).
وقال الليث بن سعد: عن موسى بن وَرْدان (¬٣) أنه رأى عبد الله بن أبي حبيبة بعد موته فقال: عُرِضتْ عليَّ حسناتي وسيئاتي، فرأيت في حسناتي حباتِ رمَّان التقطْتُهنَّ فأكلتُهنّ. ورأيت في سيئاتي خيطَيْ حريرٍ (¬٤) كانا في قَلَنْسُوَتي (¬٥).
وقال سُنَيد بن داود: حدثني ابن أخي جُوَيريَة (¬٦) بن أسماء قال: كنا بعَبَّادانَ، فقدم علينا شابٌّ من أهل الكوفة متعبِّدٌ، فمات بها في يوم شديد الحرّ، فقلت: نُبْرِدُ، ثم نأخذ في جَهازه (¬٧). فنمتُ فرأيت (¬٨) كأنّي في المقابر، فإذا بقُبَّةِ جوهرٍ تتلألأُ حسنًا، وأنا أنظر إليها، إذ انفلقَتْ، فأشرفَتْ (¬٩) منها جاريةٌ ما رأيت مثلَ حسنها، فأقبلت عليَّ، فقالت: بالله لا تحبِسهْ عنّا إلى
---------------
(¬١) قيّده الخطيب بالقاف، والصواب بالفاء كما هنا. انظر: توضيح المشتبه (٩/ ١٩١). وفي الإحياء (٤/ ٥١٠): "ورقاء"، تحريف.
(¬٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات (٧١).
(¬٣) (ز): "داود"، وهو خطأ. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (١٠/ ٣٧٦).
(¬٤) (ز): "خيطين حريرًا".
(¬٥) أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات (٧٥).
(¬٦) (ن): "حيوة"، تحريف. وابن أخيه: عبد الله بن محمد بن أسماء.
(¬٧) (ن): "جنازته". (ز): "تجهيزه".
(¬٨) (ن، ط، ج): "فرأيت في النوم". (ب): " ... في المنام".
(¬٩) (أ): "فأشرف". (غ، ق): "وأشرف". وفي (ن، ج، ز) بالقاف، تصحيف.

الصفحة 71