كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
خلفي، فإذا أنا بعثمان بن عفان، وهو خارجٌ من ذلك القصر، يقول (¬١): الحمدُ لله الذي نصَرني رَبِّي (¬٢)؛ وإذا عليُّ بن أبي طالب في أثره خارجٌ من ذلك القصر (¬٣)، وهو يقول: الحمد لله الذي غَفَرَ لي رَبِّي (¬٤)!
وقال سعيد بن أبي عَروبةَ عن عمر بن العزيز: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر وعمر جالسان عنده، فسلَّمت، وجلستُ، فبينا أنا جالسٌ إذ أُتِي بعليٍّ ومعاوية، فأُدخِلا بيتًا، وأُجيف (¬٥) عليهما البابُ، وأنا أنظر. فما كان بأسرعَ من أن خرج عليٌّ، وهو يقول: قُضي لي، وربِّ الكعبة. وما كان بأسرعَ من أن خرج معاويةُ (¬٦) على أثره، وهو يقول: غُفِر لي، وربِّ الكعبة (¬٧).
وقال حمَّاد: عن أبي هاشم (¬٨): جاء رجلٌ إلى عمر بن عبد العزيز فقال:
---------------
(¬١) ما عدا (أ، ق، غ): "وهويقول".
(¬٢) كذا في جميع النسخ والمنامات وتاريخ دمشق.
(¬٣) من "يقول" إلى هنا سقط من (ب).
(¬٤) كذا في جميع النسخ غير (ج). وفي تاريخ دمشق وفي (ج) والمنامات: "غفر لي ذنبي". والخبر أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات (١٢٣) وعنه في تاريخ دمشق (٤٥/ ٢٤٦).
(¬٥) أي: رُدَّ.
(¬٦) (ن): "معاوية بن أبي سفيان".
(¬٧) أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات (١٢٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ١٤٠).
(¬٨) ما عدا (ب، ط، ج): "حماد بن أبي هاشم"، وهو خطأ. فالراوي هنا حماد بن زيد عن أبي هاشم الرمّاني الواسطي، كما في مصادر التخريج.