كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 2)

وسكت بعضهم، فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ فقلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: (إذا جاء نصر الله والفتح) وذلك علامة أجلك (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) (1) فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.
وفي رواية (2) أن عمر كان يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال عمر: إنه من حيث تعلم، فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية (إذا جاء نصر الله والفتح) قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه، قال: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
وفي أخرى (3): أن عمر سألهم عن قوله: (إذا جاء نصر الله والفتح) قالوا: فتح المدائن والقصور، قال: يا ابن عباس، ما تقول؟ قال: أجل أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم، نعيت إليه نفسه.
745 - * روى الطبراني عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت يكثر أن يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك" قال: إني أمرت فقرأ (إذا جاء نصر الله والفتح).
746 - * روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن الله تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد.
قال ابن حجر:
قوله (إن الله تابع على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته) كذا للأكثر: وفي رواية أبي ذر "إن
__________
(1) النصر: 3.
(2) الترمذي (5/ 450) 48 - كتاب تفسير القرآن - 91 - باب "ومن سورة النصر".
(3) البخاري (8/ 734) 65 - كتاب التفسير - 4 - باب قوله: (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً).
745 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 23)، وقال: رواه الطبراني في الصغير، ورجاله رجال الصحيح.
746 - البخاري (9/ 3) 66 - كتاب فضائل القرآن. 1 - باب كيف نزل الوحي؟ وأول ما نزل.
ومسلم نحوه (4/ 2312) 54 - كتاب التفسير.

الصفحة 1030