كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 2)

فيها، فتركت الحلة، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية فأخذها عبد الله بن أبي بكر، فقال: لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسي، ثم قال: لو رضيها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم لكفنه فيها، فباعها وتصدق بثمنها.
وفي أخرى لهما (1): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين توفي - سجي ببرد حبرة.
وفي رواية الترمذي (2): فذكروا لعائشة قولهم، في ثوبين وبرد حبرة، فقالت: قد أتي بالبرد ولكنهم ردوه، ولم يكفنوه فيه.
787 - * روى أبو داود عن عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، والفضل، وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه في قبره، قال: وحدثني مرحب - أو ابن أبي مرحب - أنهم أدخلوا عبد الرحمن بن عوف، فلما فرغ علي، قال: إنما يلي الرجل أهله.
وفي رواية عن الشعبي عن أبي مرحب (3): أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كأني أنظر إليهم أربعة.
وفي رواية ذكرها رزين قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، والفضل ومعهما العباس، وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه قبره، وكان معهم في الغسل ابن عوف ورجل من الأنصار، فلما فرغوا قال علي: إنما يلي الرجل أهله، قال عبد الرحمن: كأني أنظر إلى الذين نزلوا في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، أحدهم: أنصاري.
788 - * وروى مالك رحمه الله أنه بلغه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم
__________
(1) البخاري (10/ 267) 77 - كتاب اللباس - 18 - باب البرود والحبر والشملة.
ومسلم نحوه (2/ 651) 11 - كتاب الجنائز - 14 - باب تسجية الميت.
(2) الترمذي (3/ 312) 8 - كتاب الجنائز - 20 - باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
787 - أبو داود (3/ 213)، كتاب الجنائز، باب كم يدخل القبر.
(3) أبو داود (3/ 213)، كتاب الجنائز، باب كم يدخل القبر، وهو مرسل صحيح.
788 - مالك في الموطأ (1/ 231) 16 - كتاب الجنائز - 10 - باب ما جاء في دفن الميت. وهو صحيح لغيره.
قال ابن عبد البر: لا أعلمه يروى على هذا النسق بوجه من الوجوه غير بلاغ مالك هذا، ولكنه صحيح من وجوه مختلفة وأحاديث شتى.

الصفحة 1051