كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 2)

الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء، وصلى الناس عليه أفذاذاً، لا يؤمهم أحد. فقال ناس: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: "ما دفن نبي قط إلا في مكانه الذي توفي فيه" فحفر له فيه. فلما كان عند غسله أرادوا نزع قميصه، فسمعوا صوتاً يقول: لا تنزعوا القميص، فلم ينزع القميص، وغسل وهو عليه صلى الله عليه وسلم.
789 - * روى الترمذي عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا: لما قبض رسول الله وغسل، اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ما نسيته قال: "ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه" ادفنوه في موضع فراشه.
790 - * روى مالك عن عروة بن الزبير قال: كان بالمدينة رجلان: أحدهما يلحد، والآخر يشق، فقالوا: أيهما جاء أول عمل عمله، فجاء الذي يلحد، فلحد له.
791 - * روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال في مرضه الذي هلك فيه: الحدوا لي لحداً، وانصبوا علي اللبن نصبا، كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم.
792 - * روى الترمذي والنسائي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: جعل تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفن قطيفة حمراء.
__________
= أفذاذاً: الأفذاذ: جمع فذ، وهو المنفرد.
789 - الترمذي (3/ 329) 8 - كتاب الجنائز - 33 - باب حدثنا أبو كريب. وهو حديث حسن لغيره.
790 - مالك في الموطأ (1/ 231) 16 - كتاب الجنائز - 10 - باب ما جاء في دفن الميت. وإسناده صحيح، ولكنه مرسل. وابن ماجه نحوه موصولاً عن أنس بن مالك (1/ 496) 6 - كتاب الجنائز - 40 - باب ما جاء في الشق. قال المعلق على ابن ماجه: في الزوائد: في إسناده مبارك بن فضالة، وثقه الجمهور، وصرح بالتحديث، فزال تهمة تدليسه وباقي رجال الإسناد ثقات، فالإسناد صحيح.
791 - مسلم (2/ 665) 11 - كتاب الجنائز - 29 - باب في اللحد ونصب اللبن على الميت.
792 - الترمذي (3/ 356) 8 - كتاب الجنائز - 55 - باب ما جاء في الثوب الواحد يلقى تحت الميت في القبر.
وقال: هذا حديث حسن صحيح، قد روي عن ابن عباس كراهة ذلك.
والنسائي واللفظ له (4/ 81)، كتاب الجنائز، باب وضع الثوب في اللحد.

الصفحة 1052