كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

823 - * روى أبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يصبُغُ لحيته بالصُّفُرة حتى تمتلئ ثيابه من الصفرة، فقيل له: لِمَ تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُغ بها، ولم يكن شيء أحب إليه منها، وقد كان يصبغ بها ثيابه كلها، حتى عِمامته.
ولأبي داود أيضاً (1): أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسُ النعال السبتية، ويصفر لحيته بالورس والزعفران، وكان ابن عمر يفعل ذلك.
824 - * روى أبو داود عن أبي رمثة رضي الله عنه قال: انطلقتُ مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ذو وفرة، بها ردُعُ حناءٍ، وعليه بردان أخضران.
زاد في رواية (2): فقال له أبي: أرني هذا الذي بظهرك، فإني رجل طبيب، قال: "الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبُها الذي خلقها".
وفي رواية قال (3): أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبي" فقال لرجل - أو لأبيه - " من هذا" قال: ابني. قال: "لا تجني عليه" وكان قد لطخ لحيته بالحناء.
وفي رواية النسائي (4)، قال: أتيت أنا وأبي النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد لطخ لحيته بالحناء.
__________
823 - أبو داود (4/ 52)، كتاب اللباس، باب في المصبوغ بالصفرة.
والنسائي نحوه (8/ 140)، كتاب الزينة، باب الخضاب بالصفرة، وإسناده حسن.
(1) أبو داود (4/ 86)، كتاب الترجل، باب ما جاء في الخضاب بالصفرة.
السبتية: جلود بقر مدبوغة بالقرظ، سميت سبتية: لأن شعرها قد سبت عنها وحلق، وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ، أي: لانت.
الورس: نبت أصفر يُصبغ به.
824 - أبو داود (4/ 86)، كتاب الترجل، باب في الخضاب.
الوفرة: شعر الرأس إذا كان إلى شحمة الأذن.
الردع: أثر الصبغ على الجسم وغيره.
(2) أبو داود (4/ 86)، كتاب الترجل، باب في الخضاب.
(3) أبو داود في نفس الموضع السابق.
لاتجني عليه: لا يتحمل مسئولية جنايتك. فحرف لا نافية.
(4) النسائي (8/ 140)، كتاب الزينة، باب الخضاب بالصفرة.

الصفحة 1085