كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

الذي تصنعين؟ " قالت: هذا عرقُك نجعله في طيبنا وهو أطيبُ الطيب.
وقد روى مسلم هذا عن أنس عن أم سُليْم نحوهُ.
وفي رواية النسائي (1): أن النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع على نطع فعرق فقامت أم سليم إلى عرقه، فنشفته، فجعلته في قارورة، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم؟ " قالت: أجعل عرقك في طيبي، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
828 - * روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناهُ في وجهه.
829 - * روى الترمذي عن عبد الله بن الحارث بن جزءٍ رضي الله عنه قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية قال (2): ما ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً.
830 - * روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: "إن من خياركمُ: أحسنكُمْ أخلاقاً".
__________
(1) النسائي (8/ 218) كتاب الزينة، باب ما جاء في الأنطاع.
828 - البخاري (10/ 513) 78 - كتاب الأدب- 72 باب من لم يواجه الناس بالعتاب.
ومسلم (4/ 1809) 43 - كتاب الفضائل-16 - باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم.
العذراء في خدرها: العذراء: البكرُ، وهي أبداً توصف بالحياء، وخِدرُ العروس: موضعها الذي تُصان فيه عن الأعين.
خدرها: الخدر ستر- يجعل للبكر في جنب البيت.
عرفناه في وجهه: أي لا يتكلم به لحيائه، بل يتغير وجهه. فتفهم نحن كراهته.
829 - الترمذي (5/ 601) 50 - كتاب المناقب -10 - في بشاشة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال هذا حديث حسن غريب.
(2) الترمذي في الموضع السابق، وقال: حسن صحيح.
830 - البخاري (6/ 566) 61 - كتاب المناقب-23 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومسلم (4/ 1810) 43 - كتاب الفضائل -16 - باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم.
فاحشا: الفاحشُ: ذُو الفحش في كلامه.
متفحشاً: والمتفحش الذي يتكلف ذلك ويتعمدُه.

الصفحة 1088