كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

يفهم من الحديث أن الفضل منوط بالعلم والحلم، فمن لم يعطه الله علماً ولا حلماً فلا فضل له.
نسأل الله العلم والحلم ونسأله أن يوفقنا لتحصيل ذلك.
1056 - * روى الترمذي عن أنس رفعه: "مثلُ أُمتي مثلُ المطر لا يدري أوله خيرٌ أم آخره".
قد يفهم فاهم أن الخيرية في هذه الأمة مقصورة على الأجيال الأولى فجاء هذا الحديث ليصحح هذا الوهم. نعم: للأجيال الأولى فضل لا تلحقهم به أجيال أخرى.
1057 - * روى البخاري ومسلم عن المغيرة رفعه: "لا يزالُ ناسٌ من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر اللهم وهم ظاهرون".
1058 - * روى الترمذي عن معاوية بن قرة عن أبيه رفعه: "إذا فسد أهلُ الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة".
1059 - * روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رفعه (1): "لا يزال أهل الغرب
__________
1056 - الترمذي (5/ 152) 45 - كتاب الأمثال 6 - باب حدثنا قتيبة.
قال في الفتح: هو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى درجة الصحة.
1057 - البخاري (6/ 632) 61 - كتاب المناقب -28 - باب.
مسلم (3/ 1523) 33 - كتاب الإمارة -53 - باب قوله صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم".
1058 - الترمذي (4/ 485) 34 - كتاب الفتن - 27 - باب ما جاء في الشام وقال: هذا حديث حسن صحيح.
1059 - مسلم (3/ 1535) 32 - كتاب الإمارة -53 - باب قوله صلى الله عليه وسلم "لا تال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم".
أهل الغرب: قال علي بن المديني: المراد بأهل الغرب: العرب. والمراد بالغرب، الدلو الكبير لاختصاصهم بها غالباً، وقال آخرون: المراد به الغرب من الأرض، وقال معاذ: هم بالشام: وجاء حديث آخر: هم ببيت المقدس، وقيل هم أهل الشام وما وراء ذلك، قال القاضي: وقيل المراد بأهل الغرب، أهل الشدة والجلد. وغرب كل شيء حده. قاله النووي.
أقول: ظاهر الحديث أن المراد به ما كان غربي المدينة ويدخل في ذلك أجزاء من أفريقيا بالضرورة ومنها إفريقيا العربية والمغرب العربي الكبير جزء منها.

الصفحة 1226