كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 1)
فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيمُ يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (1).
8 - * روى الحاكم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله - عز وجل -:
قال: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} (2) من شيعة نوح إبراهيم على منهاجه وسنته.
{بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} (3): شب حتى بلغ سعيه سعى إبراهيم في العمل.
{فَلَمَّا أَسْلَمَا}: ما أمرا به.
{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (4): وضع وجهه إلى الأرض، فقال: لا تذبحني وأنت تنظر، عسى أن ترحمني فلا تجهز عليَّ، اربط يدي إلى رقبتي، ثم ضع وجهي على الأرض، فلما أدخل يده ليذبحه، فلم يحك المدية حتى نودي:
{أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} (5): فأمسك يده ورفع.
قوله: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (6): بكبش عظيم متقبل.
وزعم ابن عباس أن الذبيح إسماعيل.
أقول:
ما قاله ابن عباس يوافق دقائق فهم القرآن من أن الذبيح إسماعيل - عليه السلام -، ولا
__________
(1) البقرة: 137.
8 - المستدرك (2/ 430) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. لا تجهز عليّ: معناه: ترحمني فلا تقتلني.
(2) الصافات: 83.
(3) الصافات: 102.
(4) الصافات: 103.
(5) الصافات: 104، 105.
(6) الصافات: 107.