كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

1532 - * روى أحمد والطبراني عن ربيعة الأسلمي قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلمفأعطانا أرضاً، وأعطى أبا بكر أرضاً، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلةٍ، فقال أبو بكر: هي في حدي، وقلت أنا: هي في حدي، فكان بيني وبين أبي بكرٍ كلامٌ: فقال أبو بكر كلمةٌ كرهتُها وندم فقال لي: يا ربيعة رُدَّ علي مثلها حتى تكون قصاصاً، فقلت: لا أفعل. فقال أبو بكر: لتفعلن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله لعيه وسلم: فقلتُ: ما أنا بفاعل ورفض الأرض، فانطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقت أتلوه فجاء أناسٌ من أسلم فقالوا: يرحمُ الله أبا بكر، في أي شيءٍ يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال لك ما قال؟ قلتُ: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصديق، وهو ثاني اثنين وهو ذو شيبة المسلمين، فإياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضبُ لغضبه فيغضبُ الله لغضبهما فتهلك ربيعة قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، فانطلق أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته وحدي وجعلت أتلوهُ حتى أتى رسول اله صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان، فرفع إليَّ رأسه فقال: "يا ربيعة مالك وللصديق؟ " قلت يا رسول الله كان كذا، كان كذا، قال لي كلمة كرهتُها فقال لي قل كما قلت حتى يكون قصاصاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجلْ فلا تردنَّ عليه، ولكنْ قل غفر الله لك يا أبا بكر" فولى أبوب بكر وهو يبكي.
1533 - * روى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنتُ جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما صاحبُكم فقد غامر" فسلم، وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعتُ إليه، ثم ندمتُ فسألته أن يغفر لي، فأبى عليِّ، فأقبلت إليك، فقال (1): "يغفرُ الله لك
__________
1532 - أحمد في مسنده (4/ 58).
والمعجم الكبير (5/ 58) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 45): رواه الطبراني وأحمد بنحوه في حديث طويل وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
عذق نخلة: العذقُ: النخلة بحملها.
والعِذقُ: العرجون بما فيه من الشماريخ والجمع عِذاق.
1533 - البخاري (7/ 18) 62 - كتاب فضائل الصحابة-5 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذاً خليلاً".
غامر: أي: خاصم.
أسرعت إليه: آذيته بالقول.

الصفحة 1572