كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

أيُدفنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قالوا: وأين يدفنُ؟ قال: حيثُ قُبضَ، فإن الله تبارك وتعالى لم يقبضه إلا في بقعةٍ طيبةٍ. فعلموا أنه كما قال. ثم قام فقال: عندكم صاحبُكم، فأمرهم يغسلونه، ثم خرج واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: انطلقوا إلى إخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الأمر نصيباً، فانطلقوا. فقال رجلٌ من الأنصار: منا أميرٌ ومنكم أميرٌ، فأخذ عمر بيد أبي بكر رضي الله عنهما فقال: أخبروني من له هذه الثلاث: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي} من هما؟ {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ} من صاحبه؟ {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} فأخذ بيد أبي بكر رضي الله عنه فضرب عليها وقال للناس: بايعوه. فبايعوه بيعةً حسنة جميلة.
1545 - * روى أحمد عن بُريدة قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مروا أبا بكر يصلي بالناس " فقال عائشةُ: يا رسول الله إن أبي رجل رقيقٌ، فقال: "مروا أبا بكر يصلي فإنكن صواحبات يوسف" فأم أبو بكر الناس والنبي صلى الله عليه وسلم حي.
1546 - * روى الحاكم عن عبد الله قال: ما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسنٌ، وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيء، وقد رأى الصحابة جميعاً أنْ يستخلفُوا أبا بكرٍ رضي الله عنه.
1547 - * روى الحاكمعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: ولينا أبو بكر فكان خيرَ خليفةِ الله وأرحمهُ بنا وأحناهُ علينا.
1548 - * روى الطبراني عن عائشة قالت: تذاكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ميالدهما عندي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر من أبي بكر، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاثٍ وستين، لسنتين ونصف التي عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أبا بكر (1).
__________
1545 - أحمد في مسنده (5/ 361) ورجاله رجال الصحيح.
1546 - المستدرك (3/ 78) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
1547 - المستدرك (3/ 71) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
1548 - المعجم الكبير (1/ 58)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 60) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.

الصفحة 1577