كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

حياضه، فقد صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم فأحسن صحبته وبالغ في نصرته، كان من أشد الناس على الكفر وأهله، وشهد الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلمن فكان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان وخيبر والفتح وغيرها، كان يشير على الرسول بالأمر فينزل الوحي موافقاً لما أشار به، وكان الصديق رضي الله عنه يستشيره في معضلات الأمور، ومشكل القضايا، وكان الساعد الأيمن للصديق في حرب المرتدين، وهو صاحب الفضل في حمل الصديق على جمع القرآن الكريم وتدوينه.

سيرته أثناء الخلافة:
كانت حياة الفاروق رضي الله عن حافلة بجلائل الأعمال، فقد قوض الله على يديه أعظم إمبراطوريتين في ذلك العصر: الروم وفارس. وتمت في عهده فتوحات واسعة، تسير جيوشه مكللة بأكاليل النصر والظفر، لا تنكس لها راية، ولا يطوى لها لواء، ناشرة عقيدة التوحيد أينما ألقت عصا التسيار، حاملة مبادئ الخير والعدل والرحمة إل كل الأقطار والأمصار، أهم هذه الفتوحات فتوح الشام، وهذه أهم معاركها في عهد عمر.

1 - فتح دمشق:
آلت قيادة الجيش بعد وفاة الصديق إلى أبي عبيدة بن الجراح بعد عزل خالد رضي الله عنه من قبل الفاروق، وارتحل أبو عبيدة من اليرموك فنزل بالجيش على مرج الصُّفّر وهو عازم على حصار دمشق فقد نُمي إليه أن هرقل قد تحصن في حمص، وأن جموعاً كبيرة من الروم قد اجتمعت بفحْلٍ من أرض فلسطين، وقد كتب أبو عبيدة إلى الفاروق يستشيره ماذا يصنع؟ فأشار إليه أن يبدأ بفتح دمشق فإنها حصن الروم وبيت مملكتهم، وأن يشغل أهل فحل بخيل تكون تلقاءهم فإن فتح الله عليه دمشق سار إلى فِحْل، فإن فتحها الله له سار وخالد إلى حمص وترك عمرو بن العاص وشرحبيل على الأردن وفلسطين. وكان أبو عبيدة قائداً أريباً نجيباً فقد بعث جيشاً ليكون بين دمشق وفلسطين، وأرسل جيشاً آخر يكون بين دمشق وحمص ليقطع عن دمشق كل مدد يأتيها من قبل الروم.
ومضى أبو عبيدة لحصار دمشق معه كبار قادته، فنزل خالد بن الوليد على الباب

الصفحة 1582