كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 4)

وذكر أيضا (1) عن عاصم بن محمد العمري: عن أبيه، قال: أعطى عبد الله بن جعفر ابن عمر بنافع عشرة آلاف، فدخل على صفية امرأته، فحدثها، قالت: فما تنتظر؟ قال: فهلا ما هو خير من ذلك، هو حر لوجه الله: فكان يخيل إلي أنه كان ينوي قول الله {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (2).
وقال ابن شهاب: أراد ابن عمر أن يلعن خادماً، فقال: الهمم الع، فلم يقها، وقال: ما أحب أن أقول هذه الكلمة.
وعن سالم، قال: ما لعن ابن عمر خادماً له قط إلا واحداً، فأعتقه (3).
وذكر الذهبي في السير (4) عن عمر بن محمد العمري، عن نافع قال: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان، أو زاد.
وذكر أيضاً (5): عن نافع، قال: بعث معاوية إلى ابن عمر بمئة ألف، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء.
وذكر أيضا (6) عن حمزة بن عبد الله، قال: لو أن طعاماً كثيراً عند أبي ما شبع منه بعد أن يجد له آكلاً، فعاده ابن مطيع، فرآه قد نحل جسمه، فكلمه، فقال: إنه ليأتي علي ثمان سنين، ما أشبع فيها شبعة واحدة - أو قال؟: إلا شبعة - فالآن تريد أن أشبع حتى لم يبق من عمري إلا ظم حمار.
1936 - * روى الطبراني عن مطعم بن المقدام قال: كتب الحجاج إلى ابن عمر: بلغني أنك طلبت الخلافة وأنها لا تصلح لعي ولا بخيل ولا غيور. فكتب إليه: أما ما ذكرت من
__________
(1) السير (3/ 217). وقال محققه: إسناده صحيح.
(2) آل عمران: 93.
(3) رواه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 413) وإسناده صحيح.
(4) السير (3/ 218). وقال محققه: إسناده صحيح.
(5) السير (3/ 219). قال محققه: إسناده صحيح.
(6) السير (3/ 218). وعبد الرازق في مصنفه (11/ 312). وقال محقق السير: إسناده صحيح.
ظمء حمار: أي شيء يسير وخص الحمار لأنه أقل الدواب صبراً على الماء.
1936 - المعجم الكبير (12/ 262).=

الصفحة 1825