كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 4)

وفي رواية (1): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل على أحدٍ من النساء إلا على أزواجه، إلا أم سليمٍ، فإنه كان يدخل عليها، فقيل له في ذلك، فقال: "أرحمها، قُتِلَ معي أخوها".
وأم سليم: هي أم أنس بن مالك، ولعله أراد: على الدوام، فإنه كان يدخل على أم حرام، وهي خالة أنس.
قد سبق القول إن أم حرام خالته صلى الله عليه وسلم، وأم سليم أختها فهي محرم ودخوله صلى الله عليه وسلم صلة رحم.
2253 - * روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيتُني دخلت الجنة، فسمعت خشفةً، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة".
2254 - * روى ابن سعد عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم، وقربةً مُعلقةٌ، فشرب منها قائماً، فقامت إلى فيَّ السقاء، فقطعته.
وفي الباب ما يقويه عن أم ثابت كبشة بنت ثابت أخت حسان بن ثابت رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرب من قِربة معلقة قائماً، فقمت إلى فيها فقطعته (2).
قال النووي في (رياضه): (وإنما قطعتها لتحفظ موضع فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتبرك به، وتصونه عن الابتذال).
__________
(1) مسلم (4/ 1908) 44 - كتاب فضائل الصحابة -19 - باب من فضائل أم سليم.
2253 - البخاري (7/ 40) 62 - كتاب فضائل الصحابة -6 - باب مناقب عمر بن الخطاب.
ومسلم (4/ 1908) 44 - كتاب فضائل الصحابة -19 - باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك لكن عن أنس.
الخشفة: الحس والحركة، وقيل هو الصوت ليس بالشديد، ومعنى الحديث هنا: ما يسمع من حس وقع القدم.
2254 - الطبقات الكبرى (8/ 428).
(2) الترمذي (4/ 306) 37 - كتاب الأشربة -18 - باب ما جاء في الرخصة في ذلك.
وابن ماجه (2/ 1132) -2 - كتاب الأشربة -21 - باب الشرب قائماً وإسناده صحيح.

الصفحة 2173