كتاب الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (اسم الجزء: 4)

التمر" فقلت: سَمِّه يا رسول الله. قال: "هو عبد الله" (1).
سعيد بن مسروق الثوري، عن عباية بن رفاعة، قال: كانت أم أنس تحت أبي طلحة. فذكر نحوه. وفيه: فقال رسول الله: "اللهم بارك لهما في ليلتهما".
قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين، كلهم قد ختم القرآن (2).
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يحلق رأسه بمنى، أخذ أبو طلحة شِق شعره، فجاء به إلى أم سليم، فكانت تجعله في سكها.
قالت: وكان يقيلُ عندي على نِطعٍ، وكان مِعراقاً (3) صلى الله عليه وسلم، فجعلت أسلتُ العرق في قارورة. فاستيقظ، فقال: "ما تجعلين"؟ قلت: أريد أن أدُوف (4) بعرقك طيبي (5).
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم، فأتته بسمن وتمر. فقال: إني صائم. ثم قام، فصلَّى، ودعا لأم سليم ولأهل بيتها، فقالت: إن لي خُوَيْصَةً (6) قال: "ما هي"؟ قالت: خادمُك أنس، فما ترك خير آخرة ولا دُنيا إلا دعا لي به، وبعثت معي بمكتلٍ من رُطبٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) أ. هـ ابن سعد.
* * *
__________
(1) البخاري (9/ 587) 71 - كتاب العقيقة -1 - باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه.
ومسلم (4/ 1909) 44 - كتاب فضائل الصحابة- 20 - باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه.
(2) رواه ابن سعد (8/ 434) ورجاله ثقات.
(3) المعراق: كثير العرق.
(4) أدوف: أخلط.
(5) رواه أحمد في مسنده (2/ 287) وابن سعد (8/ 428).
(6) خويصة: قال الحافظ: بتشديد الصاد وتخفيفها تصغير خاصة. وهو ما اغتُفِر فيه التقاء الساكنين.
(7) ورواه البخاري (4/ 228) 30 - كتاب الصوم -61 - باب من زار قوماً فلم يفطر عندهم.

الصفحة 2175