كتاب الأساس في التفسير (اسم الجزء: 1)
الواحد منهم لتأليف متسلسل يضمها مكتفيا بما استقر في ضمير المسلم من أنه سيأخذ حظه من الكتاب ومن السنة ومن الأصول كل من مصادره. لكني وجدت أن الربط بين الكلام عن الكتاب والسنة والأصول في سلسلة واحدة مفيد لأسباب متعددة، أولها: الاختصار، فبدلا من أن يبحث الباحث قضية واحدة فيفصلها هاهنا وهاهنا فإنه يكتفي بالتفصيل في مكان واحد. ثم إن السنة هي المبينة للكتاب، فالوضع الكامل أن تدرس معه. ولكي أضمن الاقتراب من الكمال في الفهم، حرصت على أن تكون السلسلة شاملة لعرض نصوص الكتاب والسنة، ثم إن الحركة الإسلامية وهي تنطلق مصححة لأوضاع محلية أو لأوضاع عالمية أو لإرث موروث أو لدخن مختلط أو وهي تقيم الحجة على الناس كل الناس مسلمين وغير مسلمين، لا بد أن تقدم الفهم الحق للكتاب والسنة، اللذين هما أصل الإسلام على طريقة سواء وضوابط هذا الفهم كل ذلك وغيره من معان متعددة كلها يصب في كون المسلم لا بد له من معرفة بنصوص الكتاب والسنة، ولا بد له لتحقيق كمالاته من الاطلاع على الكتاب والسنة، ولا بد له من فهم لنصوص الكتاب والسنة فهما صحيحا يحفظه من الخطأ، كل ذلك دعاني لإصدار هذه السلسلة تحت عنوان واحد (الأساس في المنهج) لأن منهج الحق يتمثل في الكتاب والسنة كليهما.
وشئ بدهي أن أوضح في هذه السلسلة موضوع أن الإسلام تغطية كاملة لشئون الحياة، وأن أبين أنه يستحيل شئ مما وصل إليه الإنسان من حقائق علمية ينقضه نص من نصوص الكتاب والسنة، بل إن الكثير مما وصل إليه الإنسان من حقائق علمية قطعية كان لصالح إثبات أن الكتاب والسنة حق خالص، وكيف أن عصرنا قد أبرز من معجزات الكتاب والسنة ما تقوم به الحجة على أهل جيلنا أكثر من أي جيل مضى، كل ذلك شئ عادي أن أبرزه في هذه السلسلة.
وفي سلسلتنا (في البناء) أشرنا أكثر من مرة إلى هذه السلسلة ووعدنا هناك أن نحقق هنا نعاني بعينها، ونرجو أن نفي بوعودنا كلها في هذه السلسلة بإذن الله.
ومن المعلوم أنه ينبثق عن نصوص الكتاب والسنة كثير من المواضيع، ومن ثم فلا نطمع أن نخص كل موضوع بعنوان. على أننا سنستعين بالفهارس للدلالة على وجود بعض المواضيع التي تعتبر أهم من غيرها.
الصفحة 14
6799