كتاب الأساس في التفسير (اسم الجزء: 5)

إيمانه، والمنافق على نفاقه». إسناده صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
.... وقال ابن حبان في صحيحه ... عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة، بحريرة بيضاء، فيقولون: اخرجي إلى روح الله، فتخرج كأطيب ريح مسك، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا يشمونه، حتى يأتوا به باب السماء، فيقولون: ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من قبل الأرض؟ ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك، حتى يأتوا به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم. فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقولون: دعوه حتى يستريح، فإنه كان في غم، فيقول: قد مات أما أتاكم؟ فيقولون: ذهب به إلى أمه الهاوية، وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب بمسح، فيقولون: اخرجي إلى غضب الله فتخرج كأنتن ريح جيفة فيذهب به إلى باب الأرض».
... وقال الحافظ أبو عيسى الترمذي رحمه الله ... عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قبر الميت- أو قال أحدكم- أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما منكر، والآخر نكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول- أي قبل أن يموت- هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا، في سبعين، وينور له فيه ثم يقال له: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون: فقلت مثلهم، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، فيقال للأرض التئمي عليه، فتلتئم عليه حتى تختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك». ثم قال الترمذي هذا حديث حسن غريب.
.. وقال الإمام أحمد رحمه الله ... عن محمد بن المنكدر قال: كانت أسماء- يعني بنت الصديق- رضي الله عنها تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال «إذا دخل الإنسان قبره، فإذا كان مؤمنا أحف به عمله: الصلاة والصيام قال: فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده، ومن نحو الصيام فيرده، قال. فيناديه: اجلس. فيجلس فيقول له:
ماذا تقول في هذا الرجل؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال: من؟ قال محمد، قال أشهد أنه رسول الله، قال وما يدريك، أدركته؟ قال: أشهد أنه رسول الله، قال: يقول:
على ذلك عشت، وعليه مت، وعليه تبعث، وإن كان فاجرا أو كافرا جاءه الملك ليس

الصفحة 2806