كتاب الأساس في التفسير (اسم الجزء: 5)

من النار، ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة فجاء حسن ظنه بالله فسكن رعدته ومضى، ورأيت رجلا من أمتي على الصراط يزحف أحيانا ويحبو أحيانا، فجاءته صلاته علي فأخذت بيده فأقامته ومضى على الصراط، ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى باب الجنة فغلقت الأبواب دونه، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة». قال القرطبي بعد إيراد هذا الحديث من هذا الوجه هذا حديث عظيم ذكر فيه أعمالا خاصة تنجي من أهوال خاصة أورده هكذا في كتابه التذكرة.
.... قال أبو داود ... عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ فرغ من دفن الرجل وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل». تفرد به أبو داود.)
5 - رأينا أن محور هذه السورة هو قوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ
وقد رأينا في هذه المجموعة أن (لا إله إلا الله) هي وسيلة الوصول إلى النور في الدنيا والآخرة، ومن ثم فإن علينا أن نكثر من قول لا إله إلا الله.
وقد فهمنا من الآية أن: لا إله إلا الله لها ثمارها في كل زمن، وفي كل عصر، وفي كل مكان، وعند كل مؤمن، ولا يزال الناس يأكلون من هذه الثمار خلقا طيبا وإحسانا كثيرا
ولننتقل إلى المجموعة السادسة وفيها كذلك ذكر لوسائل الخروج من الظلمات إلى النور
***

الصفحة 2808