كتاب الأساس في التفسير (اسم الجزء: 8)

يزني ويشرب الخمر، فقلت بلغني عنك حديث أنه «من شرب شربة من الخمر لم يقبل الله عزّ وجل له توبة أربعين صباحا، وأن الشقي من شقي في بطن أمه، وأنه من أتى بيت المقدس لا ينهزه إلا الصلاة فيه خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه» فلما سمع الفتى ذكر الخمر اجتذب يده من يده ثم انطلق، فقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: إني لا أحل لأحد أن يقول عليّ ما لم أقل، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:
«من شرب من الخمر شربة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه- قال: فلا أدري في الثالثة أو الرابعة قال- فإن عاد كان حقا على الله تعالى أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة» قال: وسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عزّ وجل خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول جف القلم على علم الله عزّ وجل» وسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:
«إن سليمان عليه السلام سأل الله تعالى ثلاثا فأعطاه اثنتين، ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة، سأله حكما يصادف حكمه، فأعطاه إياه، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون الله عزّ وجل قد أعطانا إياها» وقد روى هذا الفصل الأخير من هذا الحديث النسائي وابن ماجه من طرق عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن سليمان عليه الصلاة والسلام لما بنى بيت المقدس سأل ربه عزّ وجل خلالا ثلاثا» وذكره، وقد روي من حديث رافع بن عمير رضي الله عنه بإسناد وسياق غريبين. وروى الطبراني ... عن رافع بن عمير قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «قال الله عزّ وجل لداود عليه الصلاة والسلام ابن لي بيتا في الأرض، فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به، فأوحى الله إليه يا داود نصبت بيتك قبل بيتي. قال يا رب هكذا قضيت من ملك استأثر، ثم أخذ في بناء المسجد فلما تم السور سقط ثلاثا، فشكا ذلك إلى الله عزّ وجل، فقال: يا داود إنك لا تصلح أن تبني لي بيتا، قال ولم يا رب؟ قال لما جرى على يديك من الدماء، قال: يا رب أو ما كان ذلك في هواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم، فشق ذلك عليه، فأوحى الله إليه لا تحزن فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان، فلما مات داود أخذ سليمان في بنائه، ولما تم قرّب القرابين، وذبح الذبائح، وجمع بني إسرائيل، فأوحى الله إليه قد

الصفحة 4797