تفسير المجموعة الأولى:
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا أي: بلا جزع ولا شكوى، وقد جاء الأمر بالصبر في سياق استعجال الكافرين بعذاب الله؛ ليفيد أن على الداعية أن يتحلى بالصبر أمام مثل هذه
المواقف. قال ابن كثير: (أي: اصبر يا محمد على تكذيب قومك لك، واستعجالهم العذاب استبعادا لوقوعه)
ثم علل تعالى لاستعجالهم العذاب، ولوجوب الصبر بقوله: إِنَّهُمْ أي: إن الكافرين يَرَوْنَهُ أي: يرون وقوع العذاب بَعِيداً أي: مستحيلا، قال ابن كثير: وقيام الساعة يراه الكفرة بعيد الوقوع بمعنى: مستحيل الوقوع
وَنَراهُ قَرِيباً أي: كائنا لا محالة، قال ابن كثير: أي:
المؤمنون يعتقدون كونه قريبا وإن كان له أمد لا يعلمه إلا الله عزّ وجل، لكن كل ما هو آت فهو قريب وواقع لا محالة. قال النسفي: (فالمراد بالبعيد في الآية الأولى البعيد من الإمكان، وبالقريب القريب منه)
ثم حدثنا الله عزّ وجل عن اليوم الذي يراه الكافرون بعيدا، ويراه المؤمنون قريبا يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ أي: كعكر الزيت، أو كالفضة المذابة في تلونها
وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ أي: كالصوف المنفوش المصبوغ ألوانا؛ لأن الجبال ذات ألوان، فإذا بثت وطيرت في الجو أشبهت