كتاب الأساس في التفسير (اسم الجزء: 11)

ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه. وقال البيهقي نحو ذلك).
4 - بمناسبة قوله تعالى وَلَمْ يُولَدْ قال النسفي:
(لأن كل مولود محدث وجسم وهو قديم لا أول لوجوده؛ إذ لو لم يكن قديما لكان حادثا لعدم الواسطة بينهما، ولو كان حادثا لافتقر إلى محدث، وكذا الثاني والثالث، فيؤدي إلى التسلسل وهو باطل، وليس بجسم لأنه اسم للمتركب، ولا يخلو حينئذ من أن يتصف كل جزء منه بصفات الكمال، فيكون كل جزء إلها فيفسد القول به كما فسد بإلهين، أو غير متصف بها بل بأضدادها من سمات الحدوث وهو محال).
5 - في كتابنا (الله جل جلاله) تدليل طويل على الصفات المذكورة في هذه السورة للذات الإلهية، فليراجع وليعلم أن هذه السورة تغني عن كل كتاب أرضي لمن عرفها وأيقن بها.
6 - بمناسبة هذه السورة، ذكر ابن كثير الحديث التالي، قال:
وفي صحيح البخاري «لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم» وروى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عزّ وجل: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد» ورواه أيضا عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعا بمثله تفرد بهما من هذين الوجهين).
7 - في سبب نزول هذه السورة قال ابن كثير:
روى الإمام أحمد عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد! انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وكذا رواه الترمذي وابن جرير، زاد ابن جرير والترمذي قال:
(الصمد) الذي لم يلد ولم يولد لأنه ليس شئ يولد إلا سيموت، وليس شئ يموت إلا سيورث، وإن الله عزّ وجل لا يموت ولا يورث وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شئ. ورواه ابن أبي حاتم بسنده.
وقال عكرمة: لما قالت اليهود: نحن نعبد عزير ابن الله، وقالت النصارى: نحن نعبد المسيح ابن الله، وقالت المجوس: نحن نعبد الشمس والقمر، وقالت المشركون: نحن

الصفحة 6753