كتاب الأساس في التفسير (اسم الجزء: 11)

كلمة في السياق:
1 - تنتهي قصة آدم- عليه السلام- في سورة البقرة بقوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وفي قصة آدم في سورة البقرة رأينا خطر وسوسة الشيطان، وفي سورة الناس رأينا أن هناك شياطين الجن، وهناك شياطين الإنس وهم الكافرون المذكورون في آخر قصة آدم من سورة البقرة. وقد أمرنا الله عزّ وجل بالاستعاذة به وهو الرب والملك والإله من شر هؤلاء وهؤلاء، فصلة السورة بمحورها من سورة البقرة واضحة.
2 - في ذكر ربوبية الله عزّ وجل ومالكيته وألوهيته للناس في السورة التي أمر الله عزّ وجل بها أن يستعاذ به من شر الجنة والناس إشعار بأن من كان هذا شأنه هو وحده الذي يعيذ من شر الموسوسين.

الفوائد:
1 - بمناسبة ما مر معنا من قبل في موضوع استرقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بسورتي الفلق والناس، قال النسفي: (ولهذا جوزوا الاسترقاء بما كان من كتاب الله وكلام رسوله عليه السلام، لا بما كان بالسريانية والعبرانية والهندية فإنه لا يحل اعتقاده، ولا الاعتماد عليه).
2 - بمناسبة الكلام عن وسوسة شياطين الجن والإنس ذكر ابن كثير أنه ما من إنسان إلا وله شيطانه الذي يوسوس له. قال ابن كثير في تأييد هذا القول: (وقد ثبت في الصحيح أنه «ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه» قالوا: وأنت يا رسول الله؟
قال: «نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير»، وثبت في الصحيحين عن أنس في قصة زيارة صفية للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف، وخروجه معها ليلا ليردها إلى منزلها فلقيه رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال: رسول الله «على رسلكما إنها صفية بنت حيي» فقالا سبحان الله يا رسول الله فقال «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا- أو قال شرا-».
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس» غريب. وروى الإمام أحمد عن أبي تميمة يحدث عن رديف

الصفحة 6768