كتاب أشراط الساعة - الوابل

ليس في الدُّنيا (¬١)، وإنّما هو في الآخرة.
وذكر ابن حجر أن بعض شُرَّاح المصابيح حمله على الحشر من القبور، واحتجوا على ذلك بعدة أمور:
١ - أن الحشر إذا أُطلق في عرف الشّرع؛ إنّما يُراد به الحشر من القبور؛ ما لم يخصه دليلٌ.
٢ - أن هذا التقسيم في الخبر لا يستقيم في الحشر إلى الشّام؛ لان المهاجر لا بد أن يكون راغبًا أو راهبًا أو جامعًا بين الصفتين.
٣ - أن حشر البقية على ما ذكر، وإلجاء النّار لهم إلى تلك الجهة، وملازمتها حتّى لا تفارقهم: قولٌ لم يردّ به التوقيف، وليس لنا أن نحكم بتسليط النّار في الدُّنيا على أهل الشِّقوة من غير توقيف.
٤ - أن الحديث يفسر بعضه بعضًا، وقد وقع في الحسان من حديث أبي هريرة وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن علي بن زيد عن أوس بن أبي أوس عن أبي هريرة بلفظ: "ثلاثًا على الدَّواب، وثلاثًا ينسلون على أقدامهم، وثلاثًا على وجوههم"، وهذا التقسيم الّذي في هذا الخبر موافق لما جاء في سورة الواقعة في قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} (¬٢) [الواقعة: ٧].
---------------
= انظر كتابه "المنهاج في شعب الإِيمان" (١/ ١٣ - ١٩) لحلمي محمّد فودة، وانظر: "تذكرة الحفاظ" (٣/ ١٠٣٠)، و"شذرات الذهب" (٣/ ١٦٧ - ١٦٨).
(¬١) انظر: "المنهاج في شعب الإِيمان" (١/ ٤٤٢).
(¬٢) انظر: "فتح الباري" (١١/ ٣٨٠).

الصفحة 427