كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
والمقصودُ: أنَّ سلْبَ اسم الإيمان (¬١) عن تارك الصَّلاة أولى من سلْبِه عن مرتكب الكبائر، وسلْب اسم الإسلام (¬٢) عنه أولى من سلْبِه عمَّن لم يسلَم المسلمون من لسانه ويده. فلا يُسمَّى تارك الصَّلاة مسلمًا ولا مؤمنًا، وإنْ كان معه شُعْبة من شعب الإسلام والإيمان.
يبقى (¬٣) أنْ يقال: فهل ينفعه ما معه من الإيمان في عدم الخلود في النَّار؟ فيُقال: ينفعه إنْ لم يكن المتروك شرطًا في صحَّة الباقي واعتباره، وإنْ كان (¬٤) المتروك شرطًا في اعتبار الباقي لم ينفعه؛ ولهذا لا (¬٥) ينفع الإيمان بالله ووحدانيته، وأنَّه لا إله إلَّا هو مَنْ أنكر رسالة محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ولا تنفع الصَّلاة مَنْ (¬٦) صلَّاها عمدًا بغير وضوء.
فشعب الإيمان قد يتعلَّق بعضها ببعضٍ؛ تعلُّق المشروط بشَرْطِه، وقد لا يكون كذلك. فيبقى النَّظر في الصلاة، هل هي شرطٌ لصحَّة الإيمان؟ هذا سِرُّ المسألة.
---------------
(¬١) س: "اسم الإيمان".
(¬٢) س: "الإيمان".
(¬٣) ط: "نعم يبقى".
(¬٤) "كان"ليست في ض.
(¬٥) ط: "لم".
(¬٦) ض: "لمن".