كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

عبيدالله بن عديِّ (¬١) بن الخِيار، أنَّ رجلًا من الأنصار حدَّثه: أنَّه أتى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو في مجلس فسارَّه؛ يستأذنه في قتل رجلٍ من المنافقين، فجَهَر رسول الله، فقال: "ألَيس يشهد أنْ لا إله إلَّا الله؟ " قال الأنصاريُّ: بلى يا رسول الله، ولا شهادة له! قال (¬٢): "ألَيس يشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله؟ " قال: بلى ولا شهادة له. قال: "ألَيس يصلِّي الصَّلاة (¬٣)؟ " قال: بلَى، ولا صلاة له. قال: "أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم".
فدلَّ على أنَّه لم ينْهَ عن قتل مَن لم يُصَلِّ.
وفي "صحيح مسلمٍ" (¬٤)، عن أمِّ سلمة عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُستعمَل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون؛ فمَن أنكر فقد بَرِيء، ومن كَرِه فقد سَلِم، ولكن من رَضِي وتابع". فقالوا: يا رسول الله، أَلَا نقاتلهم (¬٥)؟ فقال: "لا، ما صلَّوا".
---------------
(¬١) جميع النُّسخ: "عبدالله بن عدي" مكبَّرًا. ض: "عون" بدل "عدي"، تحريفٌ! والتَّصويب من مصادر الحديث وغيرها. ويُنْظَر: تهذيب الكمال للمزِّي (١٩/ ١١٢).
(¬٢) "أليس يشهد أنْ لا إله .. قال:" ليست في هـ.
(¬٣) "الصَّلاة" ليست في س.
(¬٤) حديث (١٨٥٤).
(¬٥) س: "ننابذهم".

الصفحة 11