كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وأصحابه. فلمَّا تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته يُوَاجِه (¬١) الفجر، فغَلَبَت بلالًا عيناه، وهو مستند إلى راحلته. فلم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا بلال، ولا أحدٌ من أصحابه حتى ضرَبَتهم الشمس. فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوَّلهم استيقاظًا (¬٢)، ففزع (¬٣) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أي بلال! ". فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "اقتادوا" (¬٤)، فاقتادوا رواحلهم شيئًا. ثم توضَّأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمر بلالًا فأقام الصَّلاة، فصلَّى بهم الصُّبح، فلمَّا قضى الصَّلاة قال: "من نسِي الصلاة (¬٥) فليصلِّها إذا ذَكَرها؛ فإنَّ الله قال (¬٦): {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه/١٤] ". وفي "الصَّحيحين" (¬٧)، من حديث عمران بن حصين، نحو هذه القصَّة.
---------------
(¬١) كذا في ض وس وهـ، وهو لفظ ابن حبان في صحيحه (٢٠٦٩). وفي ط: "فواجه". ولفظ صحيح مسلم المطبوع: "مواجه".
(¬٢) ط: "ايقاظًا".
(¬٣) "رسول الله .. ففزع" ليست في هـ.
(¬٤) هـ وط: "قال قتادة"!
(¬٥) في هـ زيادة: "أو نام عنها".
(¬٦) هـ وس وط: "يقول". والمثبَت من ض، وهو الموافق للفظ صحيح مسلم المطبوع.
(¬٧) البخاري (٣٤٤)، ومسلم (٦٨٢).