كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

قال: "هكذا فافعلوا لمن نام منكم أو نسي". فهذا متَّفقٌ عليه بين الأمَّة (¬١).
واختلفوا في مسألتين؛ لفظيَّة، وحُكميَّة.
فاللَّفظية هل تُسمَّى هذه الصَّلاة أداءً أوقضاءً؟ فيه نزاعٌ لفظيٌّ محضٌ. فهي قضاءٌ لما افترض (¬٢) الله عليهم، وأداءٌ باعتبار الوقت في حقِّ النَّائم والنَّاسي؛ فإنَّ الوقت في حقِّهما وقت (¬٣) الذِّكر والانتباه، فلم يصلِّياها إلَّا في وقتها الذي أُمِر (¬٤) بإيقاعها فيه.
وأمَّا ما يذكره الفُقهاء في كتبهم من قوله (¬٥): "فليُصلِّها إذا ذَكَرَها، فإنَّ ذلك وقتها"، فهذه الزِّيادة لم أجدها في شيءٍ من كتب الحديث، ولا أعلم لها إسنادًا. ولكن قد روى البيهقي والدَّارقطني (¬٦)، من حديث
---------------
(¬١) س: "الأئمة".
(¬٢) ط: "افترضه"، وفي هامشه: في نسخةٍ: "فرض".
(¬٣) س: "من وقت".
(¬٤) ط: "يصلها .. "، هـ وط: " .. أمرنا".
(¬٥) س: "تذكره .. من قولهم".
(¬٦) سنن البيهقي الكبرى (٢/ ٢١٩)، سنن الدَّارقطني (١/ ٤٢٣).
وأخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٣٥٠) وابن عديٍّ في الكامل (٢/ ٣٨٣) وغيرهم، كلُّهم من طريق حفص بن عمر بن أبي العطَّاف عن أبي الزناد به. وحفصٌ ضعيف جدًّا، وقد تفرَّد بهذه الجملة، كما قال الطبراني وابن عديٍّ، لذا أشار لضعفه البيهقي (٢/ ٢١٩)، وابن عبدالهادي في المحرَّر (١٥٧)، وابن رجب في الفتح (٥/ ١٣٢)، وابن حجر في التَّلخيص الحبير (١/ ١٥٥)، وغيرهم.

الصفحة 117