كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
قضاؤها بعد الوقت في حق النَّائم والنَّاسي.
قالوا: وقد صلَّى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - العصر بعد المغرب يوم الخندق هو وأصحابه (¬١). ومعلومٌ قطعًا أنَّهم (¬٢) لم يكونوا نائمين ولا ساهين عنها، فلو اتَّفَق النِّسيان لبعضهم لم يتَّفِق للجميع.
قالوا: وكيف يكون المفرِّط بالتَّأخير أحسن حالًا من المعذور؛ فيُخَفَّف عن المفرِّط، ويُشَدَّد على المعذور!
قالوا: وإنَّما أنام الله - سبحانه وتعالى - رسولَه وأصحابه (¬٣) ليبيِّن للأمَّة حُكم من فاتته الصلاة، وأنَّها لا تسقط عنه بالتَّفويت، بل يتداركها (¬٤) فيما بعد.
قالوا: وقد أَمَر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أفطر بالجماع في رمضان أنْ يقضي يومًا مكانه (¬٥).
قالوا: والقياس يقتضي وجوب القضاء؛ فإنَّ الأمر متوجِّهٌ على المكلَّف بفعل العبادة في وقتها، فإذا فرَّط في الوقت وتركه لم يكن ذلك مسقطًا لفعل العبادة عنه.
---------------
(¬١) تقدَّم تخريجه (ص/١١١) وأنه في الصحيحين من حديث علي.
(¬٢) س: "أنه".
(¬٣) هـ وط: "والصحابة".
(¬٤) س: "بتداركها".
(¬٥) سيأتي ذكر لفظ الحديث، وإعلاله من كلام المصنِّف.