كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

قالوا (¬١): وأيضًا فغير أوقات العبادة لا تَقْبَل تلك العبادة بوجهٍ، كما أنَّ اللَّيل لا يقبل الصِّيام، وغير أشهر الحجِّ لا يقبل (¬٢) الحج، وغير وقت الجمعة لا يقبل الجمعة.
فأيُّ فرقٍ بين مَن قال: أنا أفطر النَّهار وأصوم اللَّيل. أو قال: أنا أفطر رمضان في هذا الحرِّ الشديد، وأصوم مكانه شهرًا في الربيع. أو قال: أنا أؤخِّر الحجَّ من أشهره (¬٣) إلى المحرَّم، أو قال: أنا أصلِّي الجمعة بعد العشاء الآخرة، أو أصلِّي العيدين (¬٤) في وسط الشهر= وبين من قال: أنا أؤخِّر صلاة النَّهار إلى اللَّيل، وصلاة اللَّيل إلى النَّهار؟
فهل يمكن أحدًا قطُّ أنْ يفرِّق بين ذلك؟!
قالوا: وقد جعل الله سبحانه للعبادات أمكنةً، وأزمنةً, وصفات، فلا ينوب مكانٌ عن المكان (¬٥) الذي جعله الله ميقاتًا (¬٦) لها؛ كعرفة، ومزدلفة، ومنى، ومواضع الجمار، والبيت (¬٧)، والصَّفا والمروة. ولا
---------------
(¬١) ينظر: المحلَّى (٢/ ٢٣٧).
(¬٢) س: "تقبل"
(¬٣) ط: "من شهره".
(¬٤) ض وس: "عشاء .. العيد".
(¬٥) س: "عن مكان".
(¬٦) ط: "مكانا ميقاتا".
(¬٧) هـ وط: "والمبيت".

الصفحة 134