كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

بإحدى ثلاثٍ" (¬١) فهو حُجَّة لنا في المسألة؛ فإنَّه جعل منهم التَّارك لِدِينه، والصلاة ركن الدِّين الأعظم، ولا سيِّما إنْ قلنا بأنَّه كافر، فقد تَرَك الدِّينَ بالكليَّة، وإنْ لم نكفِّره (¬٢) فقد تَرَك عمود الدِّين.
قال الإمام أحمد: وقد جاء في الحديث (¬٣): "لا حَظَّ في الإسلام لمن ترك الصَّلاة".
وقد كان عمر بن الخطاب يكتب إلى الآفاق: "إنَّ مِنْ أهمِّ أموركم عندي الصَّلاة؛ فمَنْ حفظها حفظ ديْنَه، ومن ضيَّعَها فهو لِما سواها أضْيع، ولاحظَّ في الإسلام لمن تَرَك الصَّلاة" (¬٤).
قال أحمد: فكُلُّ (¬٥) مستخِفٍّ بالصَّلاة مستهينٍ بها (¬٦)؛ فهو مستخفٌّ
---------------
(¬١) تقدَّم تخريجه (ص/٨).
(¬٢) هـ وط: "يُكَفَّر".
(¬٣) ض: "جاء الحديث".
(¬٤) أخرجه مالك في الموطأ (٦) وعبدالرزَّاق (٢٠٣٨) والبيهقي (١/ ٤٤٥)، من طريق نافع عن عمر رضي الله عنه به. وليس فيه: "ولاحظَّ في الإسلام .. ".
وأخرجه مالك (٨٢)، وعبدالرزاق (٥٧٩) وابن أبي شيبة (٣٠٩٩٨) والبيهقي (١/ ٣٥٧) وغيرهم، من حديث المسور بن مخرمة عن عمر في قِصَّة طعنه، وفيه قال: "لا حظَّ .. ". وسيأتي (ص/٧٩).
(¬٥) "أحمد" ليست في هـ وط.
(¬٦) س: "مستهزءٌ بها".

الصفحة 14