كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
ودليلٌ آخر أيضًا، وهو أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال بالمدينة لأصحابه يوم انصرافه من الخندق: "لا يُصلينَّ أحدٌ منكم العصر إلَّا في بني قريظة" (¬١)، فخرجوا مبادرين (¬٢)، وصلَّى بعضهم العصر دون بني قريظة؛ خوفًا من خروج وقتها المعهود، ولم يصلِّها بعضهم إلَّا في بني قريظة (¬٣)، بعد غروب الشمس؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُصلينَّ أحدكم العصر إلَّا في بني قريظة".
فلم يعنِّف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى (¬٤) الطَّائفتين، وكلُّهم غير ناسٍ ولا نائمٍ (¬٥)، وقد أخَّرَ بعضهم الصلاة حتى خرج وقتها ثم صلَّاها، وقد علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك فلم يقل لهم: إنَّ الصَّلاة لا تصلَّى إلَّا في وقتها (¬٦)، ولا تقضى (¬٧) بعد خروج وقتها.
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٩٤٦)، ومسلم (١٧٧٠)، من حديث ابن عمر رضي الله عنه. وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: "الظهر". مع اتِّحاد مخرج الحديث عندهما!
وقد بيَّن الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (٧/ ٤٠٨) وجه الجمع بين اللَّفظتين مع اتِّحاد مخرجهما وسندهما عند الشَّيخين، فلْيراجع هناك.
(¬٢) الاستذكار (١/ ٣٠٤): "متبادرين".
(¬٣) "خوفًا من .. بني قريظة" سقطت من س.
(¬٤) هـ وط: "أحدًا من".
(¬٥) س: "غير نائم ولا ناسٍ".
(¬٦) هـ: "لم تصلَّ .. ". ط: "لم تصلَّ في وقتها"
(¬٧) هـ وط: "يقضى".