كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

جهلها (¬١). وذلك الإجماع هو الذي إذا قلتَ: "أجمع النَّاس" لم تجد حولك أحدًا يعرف شيئًا يقول لك (¬٢): ليس هذا بإجماع. فهذه الطَّريق التي يُصَدَّق بها من ادَّعى الإجماع فيها".
وقال بعد كلامٍ طويلٍ حكاه في مناظرته (¬٣): "أوَمَا كفاك عيب الإجماع أنَّه لم (¬٤) يُرْوَ عن أحدٍ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوى الإجماع؛ إلَّا فيما لم يختلف فيه (¬٥) أحدٌ، إلى أنْ كان أهل زمانك هذا. قال له المناظر: فقد ادَّعاه بعضكم (¬٦)!
قلتُ: أفحمدت ما ادَّعى منه؟ قال: لا.
قلتُ: فكيف صِرْتَ إلى أنْ تدخل فيما ذممت في أكثر ما (¬٧) عِبْت ألَّا تستدلَّ من طريقك أنَّ الإجماع هو (¬٨) ترك ادِّعاء الإجماع، فلا
---------------
(¬١) س: "حملها".
(¬٢) ط: "لم تجد أحدًا يقول .. ".
(¬٣) جماع العلم (٩/ ٣٢).
(¬٤) س: "في المناظرة .. أن لم".
(¬٥): "لم" ليست في س. وفي جماع العلم: "لا".
(¬٦) جماع العلم: "بعضهم".
(¬٧) س: "أكبر .. ". جماع العلم: "أكثر ممَّا".
(¬٨) هـ وط: "عبت الاستدلال .. عن الإجماع وهو". وهمَّش في هـ كالمثبت أعلاه.

الصفحة 173