كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
لغيرها؛ فهي أول ما فرض الله من الإسلام؛ ولهذا أمر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - نوَّابَه ورسلَه (¬١) أنْ يبدؤوا بالدَّعوة إليها بعد الشَّهادتين (¬٢)؛ فقال لمعاذٍ: "إنَّك ستأتي قومًا أهلَ كتابٍ، فلْيكن أوَّلَ ما تدعوهم إليه شهادة أنْ لا إله إلَّا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، فإنْ هم أطاعوك بذلك فأعلمهم (¬٣) أنَّ الله تعالى فَرَض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة" (¬٤) الحديث (¬٥).
ولأنَّها أول ما يحاسب عليها العبد من عمله.
ولأنَّ الله فرضها في السماء ليلة المعراج.
ولأنَّها أكثر الفروض ذكرًا في القرآن، ولأنَّ أهل النَّار لمَّا سُئِلُوا (¬٦): {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر/٤٢] لم يبدؤوا بشيءٍ غير ترك الصلاة.
ولأنَّ فرضَها (¬٧) لا يسقط عن العبد بحال دون حال (¬٨) ما دام عقله معه، بخلاف سائر الفروض، فإنَّها تجب (¬٩) في حال دون حالٍ.
---------------
(¬١) ض وس: "رسله ونوَّابه".
(¬٢) ض وس: "الشهادة".
(¬٣) "فإنْ .. فأعلمهم" ليست في هـ وط. وفي س: "أطاعوا لك بذلك .. ".
(¬٤) أخرجه البخاري (٤٣٤٧)، ومسلم (١٩).
(¬٥) "الحديث" ليست في هـ وط.
(¬٦) ط: "يسألوا".
(¬٧) ض: "ولأنَّ الله فرضها".
(¬٨) "دون حال" ليست في س.
(¬٩) "فإنَّها تجب" ليست في ط، وفي هـ: "فتجب".