كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وإنَّما خصَّ هؤلاء الأربعة بالذِّكر لأنَّهم من رؤوس الكفرة.
وفيه نكتةٌ بديعة، وهي (¬١): أنَّ تارك المحافظة على الصَّلاة إمَّا أنْ يشغله (¬٢) ماله، أو ملكه، أو رياسته، أوتجارته؛ فمَنْ شَغَلَه عنها مالُه فهو مع قارون، ومن شَغَلَه عنها ملكُه (¬٣) فهو مع فرعون، ومن شَغَلَه عنها رياستُه ـ من وزارةٍ أوغيرها ـ (¬٤) فهو مع هامان (¬٥)، ومن شَغَلَه عنها تجارتُه فهو مع أُبَيِّ بن خلف.
الدَّليل الخامس: ما رواه عُبادة بن الصَّامت قال: أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لا تُشْركُوا بالله شيئًا، ولا تتركوا الصَّلاة عمدًا (¬٦)؛ فمن تركها عمدًا متعمِّدًا فقد خَرَج من (¬٧) المِلَّة". رواه عبدالرحمن بن أبي حاتم في "سُنَنه" (¬٨).
---------------
(¬١) ض وهـ وط: "وهو".
(¬٢) ض: "شغله". س زيادة: "عنها".
(¬٣) هـ: "رياسة ملكه".
(¬٤) "رياسته" ليس في هـ. وفي ط: "رياسة وزارة".
(¬٥) س زيادة: "وزير فرعون".
(¬٦) "عمدًا" ليست في ض.
(¬٧) "عمدًا" ليست في ض، وليس في س: "متعمِّدًا"، وفيه: "خرج عن .. ".
(¬٨) تقدَّم الكلام عن سنن ابن أبي حاتم (ص/٢٣). والحديث قد أخرجه من طريق ابن أبي حاتم اللَّالكائيُّ في شرح الاعتقاد (١٥٢٢). ... =
= ... وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٧٥) معلَّقًا، والشَّاشي في مسنده (٣/ ٢١١)، والضِّياء في المختارة (٨/ ٢٨٧)، وابن نصر في تعظيم قدر الصَّلاة (٩٢٠) وغيرهم، كلُّهم من طريق يزيد بن قوذر عن سلمة بن شريح عن عبادة رضي الله عنه به.
قال البخاري عقب سياقه: "لا يُعْرَف إسناده"، وقال الذَّهبي عن "سلمة بن شريح" في الميزان (٢/ ١٩٠) والمغني (١/ ٢٧٥): "لا يُعْرَف"، وذكره ابن حبَّان في الثِّقات (٤/ ٣١٨). وقد ذكر العراقي هذا الحديث في ترجمة سلمة في ذيل الميزان (ص/٢٧٤)، وقال: "من عدا سلمة بن شريح فثقات". وبنحوه في مجمع الزَّوائد (٤/ ٢١٦).