كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

الذي تقوم عليه الخيمة؛ فكما تسقط الخيمة بسقوط (¬١) عمودها، فهكذا يذهب الإسلام بذهاب الصَّلاة، وقد احتجَّ أحمد بهذا بعينه.
الدَّليل التَّاسع: ما في "الصَّحِيحَين" (¬٢)، و"السُّنن" (¬٣)، و"المسانيد" (¬٤)، من حديث عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بُنِي الإسلام على خمسٍ؛ شهادة أنْ لا إله إلَّا الله وأنَّ محمَّدًا رسول الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" (¬٥). ورواه الإمام أحمد، وفي بعض ألفاظه: "الإسلام خمسٌ" (¬٦)، فذكره.
ووجه الاستدلال به من وجوه:
أحدها: أنَّه جعل الإسلام كالقُبَّة المبنيَّة على خمسة أركان، فإذا وقع ركنها الأعظم وقعت قُبَّة الإسلام.
الثَّاني: أنَّه جعل هذه الأركان في كونها أركانًا لقُبَّة الإسلام قرينة
---------------
(¬١) س: "بسقط".
(¬٢) البخاري (٨)، ومسلم (١٦).
(¬٣) الترمذي (٢٦٠٩)، والنسائي (٥٠٠٤).
(¬٤) مسند أحمد (٢/ ٢٦، ٩٢، ١٢٠، ١٤٣)، ومسند أبي يعلى (٥٧٨٨)، ومسند الحميدي (٧٠٣)، وعبد بن حميد (المنتخب/٨٢٣).
(¬٥) س: "وصوم رمضان، وحج .. "، وفيه زيادة: "رواه مسلم".
(¬٦) لم أقف على هذه اللَّفظة في طبعات المسند، ولا في غيره من المصادر.

الصفحة 73