كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 1)

لله تملآن أو تملأ ما بين السماواتِ والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، (¬1) والصبر ضياء، والقرآن حجه لك أو عليك، كلُّ النَّاس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".
مسلم (¬2)، عن حُمران، قال: أتيتُ عثمانَ بوَضوء، فتوضأ، ثم قال: إنَّ ناسًا يتحدثون (¬3) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، لا أدري ماهي، إلا أني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة".
وعن عثمان (¬4) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من توضأ فأحسن الوضوءَ، خرجتْ خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره".
وعن أبي هريرة (¬5)، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى المقبرةَ فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنَّا إنْ شَاءَ الله بكم لاحقون، وددت أنَّا قد رأينا إخواننا، قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد. قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله فقال: أرأيت لو أن رجلًا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دُهم بُهْم (¬6)، ألا يعرف خيله، قالوا: بلى
¬__________
(¬1) الصدقة برهان: قال صاحب التحرير: معناها يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين، كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول: تصدقت به.
(¬2) مسلم: (1/ 207) (2) كتاب الطهارة (4) باب فضل الوضوء والصلاة عقبه - رقم (8).
(¬3) (ب، ف): يحدثون.
(¬4) مسلم: (1/ 215) (2) كتاب الطهارة (11) باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء - رقم (33).
(¬5) مسلم: (1/ 218) (2) كتاب الطهارة (12) باب استحباب إطاله الغرة والتحجيل في الوضوء رقم (39).
(¬6) دهم بهم. أي سود، لم يخالط لونها لونٌ آخر.

الصفحة 124