كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 1)

أصليتم العصر؟ فقلنا لَهُ: إنما انصرفنا السَّاعة من الظهر قال: فصلُّوا العصر. فقُمْنَا، فصلَّينا، فلما انصرفنا قال: سَمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللَه عليه وسلم - يقولُ: "تلك صلاةُ المنافقين (¬1)، يجلسُ يرقبُ الشمسَ، حتى إذا كانتْ بين قرني الشيطان قامَ، فنقر (¬2) أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا".
وعن أنس (¬3) أيضا قال: صَلَّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العصر، فلمَّا انصرف، أتاهُ رجلٌ من بنى سَلِمَةَ فقال: يا رسول الله؟ إنَّا نُريدُ أن ننْحَر جَزورًا لنا، ونحنُ نحب أن تحضُرَهَا. قال: "نعم"، فانْطَلَقَ وانطلقنا معه، فوجدنا الجَزُورَ ولم تُنْحَر فَنُحِرَتْ، ثُمَّ قُطِّعَتْ، ثُمَّ طُبِخَ مِنْها، ثُمَّ أكلنا قَبْلَ مغيبِ (¬4) الشمسِ. ورواه عن رافع بن خديج (¬5) وقال: لحماً نضيجاً.
وعن أبي هريرة (¬6) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يتعاقبون فيكم ملائِكةٌ بالليل، وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الفجر وصلاة العصر، ثم يَعْرُجُ الذين بَاتُوا فِيكُم، فيسأْلَهُمْ رَبُّهُمْ وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصلون، وأتيناهم وهم يُصلون".
وعن عمارة بن رُؤيْبَةَ (¬7) قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لن يَلِجَ النَّارَ أحدٌ صلَّى قَبْلَ طُلُوع الشمسِ، وقَبْلَ غروبها"، يعني الفجر والعصر.
¬__________
(¬1) مسلم: (المنافق). وكذا: (د).
(¬2) مسلم: (فنقرها).
(¬3) المصدر السابق - رقم (197).
(¬4) مسلم: (قبل أن تغيب الشمس).
(¬5) المصدر السابق - رقم (198).
(¬6) مسلم: (1/ 439) (5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (37) باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما - رقم (210).
(¬7) مسلم: (1/ 440) (5) كتاب المساجد ومواضع الصلاة (37) باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما - رقم (213).

الصفحة 159