كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 1)
نفى امتحانهم له، ولا ينافي ذلك أيضا قول الذهبي: "ولولا حضور أجله، لأهلكه المنصور". لأن الذهبي أثبت أنه مات إثر محنة لحقته من قبل الموحدين.
4 - علومه ومعارفه:
تنوعُ مصنفاتِ أبي محمد وإتقانها يدلُّ على أنه كان نِحْريراً مجوِّداً لعدة علوم، متمكناً منها نهاية التمكين، مطلعاً على دقائقها وغوامضها غاية الإطلاع، مع حسن مشاركة في الأدب وقول الشعر. وهذه العلوم هى:
علوم الحديث:
وقد وُصف -رحمه الله- بأنه كان إماماً حافظاً عالماً بالحديث وعلله، عارفاً بالرجال، وتدل تواليفه على تبحره في أربعة علوم حديثية هى:
أ - علم الحديث رواية، وكان فيه حافظاً مبرزاً، واسع الإطلاع، وقد ساعده
ذلك على الجمع والإختصار والإنتقاء.
فجمع أحاديث الصحيحين في كتاب أسماه "الجمع بين الصحيحين".
- وجمع بين الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي، وكتاب سادس لعله الموطأ، وسماه "جامع الكتب الستة".
- وجمع أحاديث الأحكام في أحكامه الثلاثة.
- واختصر صحيح البخاري.
- وانتقى أحاديث الأحكام الصحيحة في أحكامه الصغرى.
ب - علم الجرح والتعديل ومعرفة الرجال، ويدل كلامه في الرجال في كتبه كالأحكام الوسطى مثلاً على سعة معرفته بهم، وقوة إدراكه لدرجاتهم وأحوالهم، ومن ثم عدَّه الذهبي ممن يُعتمد قولهم في الجرح والتعديل، وذكره في رسالته في الطبقة السابعة عشرة (¬1)، ونقل أقواله في الرجال في ميزان الإعتدال، وتبعه في ذلك الحافظ السَّخاوي، وذكره في رسالته "المتكلمون في الرجال" وصدَّر
¬__________
(¬1) ذكر من يعتمد قوله فى الجرح والتعديل: (205).
الصفحة 32
921