كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 1)

عليه وسلم - "أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تقُومُ اللَّيْلَ وتصُومُ النَّهَارَ؟ " قال (¬1): إِنِّي أفعل ذلث، قال: "فإنَّكَ إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ عيناك ونَفِهَتْ (¬2) نفسُك، لِعَيْنِكَ حَقٌ، ولنفسك حقٌ، ولأهلك حقٌ، قم ونم وصُمْ وأفطِرْ".
وعن أبي قتادة (¬3)، قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4) فقال: كيف تصُومُ؟ فغضبِ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله (¬5)، فلما رأى عُمر غضبَهُ - قال: رضينا بالله ربَّاً، وبالإِسلام ديناً، وبمحمدٍ نبياً، نعوذُ بالله من غضبَ الله وغضبِ رسولِهِ (¬6)، فجعل عُمَرُ يُردد هذا الكلامَ حتى سكَنَ غضبُه، فقال (¬7): يا رسولَ الله! كيف من (¬8) يصوُمُ الدهر كُلَّه؟ قال: "لا صام ولا أفطَرَ" (أو قال): "لم يصم ولم يُفطر"، قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يوماً؟ قال: "ويطبق ذلك أحد؟ " قال: كيف من يصومُ يوماً ويفطر يوماً؟ قال: "ذلك صوم داود - صلى الله عليه وسلم - (¬9) " قال: كيف من يصُومُ يوماً ويفطر يومين؟ قال: "ودِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذلِكَ" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ثلاثٌ من كل شهرٍ ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كُلِّه، صيامُ يوم عرفة أحتسبُ على الله أنه يكفر السنة التي قبلَهُ، والسنة التي بعدَهُ، وصيام يوم عاشوراء.
¬__________
(¬1) في مسلم: (قلت).
(¬2) ونفهت النفس: أي أعيت وكلَّت.
(¬3) مسلم: (2/ 818) (13) كتاب الصيام (36) باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والإثنين والخميس - رقم (196).
(¬4) في مسلم: (رجل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -). قال النووى -رحمه الله -: هكذا هو في معظم النسخ: عن أبي قتادة رجل أتى، وعلى هذا يقرأ رجل بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف؟. أي الشأن والأمر رجل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال.
(¬5) (من قوله): ليست في مسلم.
(¬6) د: رسول الله.
(¬7) في مسلم: (فقال عمر).
(¬8) في مسلم: (كيف بمن).
(¬9) د: عليه السلام.

الصفحة 401