كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 1)

بحجٍّ، حتى قدمنا مكة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أحْرَمَ بعُمْرةٍ ولم يُهْدِ فلْيَحْلِلْ، ومن أَحْرَمَ بعمرةٍ، وأهدى، فلا يَحِلُّ حتى ينحَرَ هديَهُ، ومن أهلَّ بحجٍّ فليُتِمَّ حجَّهُ".
قالت عائشة: فحضت، وذكر (¬1) الحديث.
وقال جابر في حديثه (¬2)، فقال "إن هذا أمرٌ كَتَبَهُ الله تعالى علي بناتِ آدَمَ، فاغتسلي وأهلي بالحج (¬3) "، ففعلَتْ ووقفت المواقِفَ، وذكر الحديث.
مسلم (¬4)، عن جابر بن عبد الله، أنَّهُ حجَّ مع رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - عَامَ سَاقَ الهَدْىَ مَعَهُ، وقد أهلُّوا بالحجِّ مُفَرداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أحِلُّوا من إِحْرَامِكُمْ، فطوُفُوا بالبيتِ، وبين الصفا والروةِ، وقصَّرُوا، وأقيموا حَلالاً حتى إذا كَانَ يوم الترويةِ، فأهلُّوا بالحجِّ واجعلوا التي قدِمْتُم بها مُتعةً" قالوا: كيف نجعلُهَا متعة! وقد سمَّيْنا الحجَّ؟ قال: "افعلوا ما آمركم به فلولا أني سقت الهدى لفعلت مثل الذي أمُرتكْم بِهِ، ولكن لا يحلُّ منِّى حَرَامٌ حتى يبلغ الهدي محِلَّهُ" ففعلوا.
وفي طريق أخرى (¬5)، "قد علمتم أَنَّي أتقاكُم لله، وأصْدَقُكُمْ وأبَرُّكُمْ (¬6)، ولولا هدْيي لَحَللْتُ كما تَحِلُّونَ، ولو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، لم أسُقِ الهدي، فَحِلُّوا" فحللنا، وسمعنا وأطعنا.
¬__________
(¬1) د: وذكرت.
(¬2) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين (136).
(¬3) مسلم: (ثم أهلِّي بالحج).
(¬4) مسلم: نفس الكناب والباب السابقين - رقم (143).
(¬5) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (141).
(¬6) د: وأبركم وأصدقكم.

الصفحة 450