كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

وعن أَبى هريرة (¬1) قال: شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُنينًا. فقال لرجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعي الإِسلام (¬2): "هذا من أهل النار" فلَّما حَضَرْنَا القِتَالَ قاتل الرَّجُلُ قِتالًا شدِيدًا فأصابَتْهُ جِرَاحَةٌ فقيل: يا رسُول الله! الرَّجلُ الذي قُلتَ له آنفًا: "إنه من أهل النارِ" فإنَّهُ قاتَلَ اليومَ قتالًا شديدًا. وقد ماتَ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إلى النَّار" فكادَ بعضُ المسلمين أن يرتَابَ فبينما هم على ذلك إذ قيلَ: فإنه لم يَمُتْ. ولكنَّ بهِ جِرَاحًا شديدًا، فلما كان من الليل لم يصبر على الجرَاحِ فقتَلَ نَفَسَهُ. فأُخبرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3) فقال: "الله أكبرُ، وأشهد أنِّى عَبد الله ورسُولُهُ ثم أمَرَ بلالًا فنادى في النَّاسِ: "إنَّهُ لا يدخُلُ الجنَّةَ إلا نفسٌ مُسلمَة، وإنَّ الله يُؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرجُلِ الفاجِرِ".
الصواب: خيبر بدل حُنين.
مسلم (¬4)، عن أبي هريرة قال: قيل للنبَّى - صلى الله عليه وسلم -: ما يعدِلُ الجهادَ في سبيل الله؟ قال: "لا تستطيعونه" قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا كل ذلك يقول: "لا تستطيعونَهُ" قال في الثالثة: "مثل المجاهِدِ في سبيل الله كمثل الصَّائم القائِم القانِتِ بآيات الله لا يفتُرُ من صيامٍ ولا صلاةٍ حتى يرجع المجاهدُ في سبيل الله".
وعنه (¬5)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَضَمَّنَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لمن خرج في سبيله لا يُخْرجُهُ إلا جهادٌ في سبيلي، وإيمانًا بي، وتصديقًا برسلي، فهو عليّ ضامِنٌ أن أُدخله الجنة، أو أُرجعهُ إلى مسكنهِ الذي
¬__________
(¬1) مسلم: (1/ 105 - 106) (1) كتاب الإِيمان (47) باب غلظ تحريم قتل الانسان - رقم (178).
(¬2) مسلم: (ممن يُدْعى بالإسلام).
(¬3) مسلم: (فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك).
(¬4) مسلم: (3/ 1498) (33) كتاب الإِمارة (29) باب فضل الشهادة في سبيل الله - رقم (110).
(¬5) مسلم: (3/ 1495 - 1496) (33) كتاب الإِمارة (28) باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله - رقم (103).

الصفحة 474