كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

وعن أنس (¬1)، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدخل على أم حرام بنت مِلْحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك؟ يا رسول الله! قال: "ناس من أمتي عرضوا عليَّ غُزاة في سبيل الله، يركبون ثبج (¬2) هذا البحر، ملوكًا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة" قالت: فقلت: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت: ما يضحكك؟ يا رسول الله! قال: "ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله" كما قال الأولى، فقالت: فقلت: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "أنتِ من الأولين". فركبت أُمُّ حَرَامٍ بنت مِلْحَانَ البحر في زمن معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.
[كانت ركبَتْهُ غازية مع زوجها عبادة بن الصامت، وكان معاوية قد أغزاه إلى قُبْرس.] (¬3).
مسلم (¬4)، عن أَبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات ولم يغزُ، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبةٍ من نفاق".
البخاري (¬5)، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجعَ من
¬__________
(¬1) مسلم: (3/ 1518 - 1519) (33) كتاب الإِمارة (49) باب فضل الغزو في البحر - رقم (160).
(¬2) ثبج: ظهر البحر ووسطه.
(¬3) ما بين المعكوفين ليس في مسلم.
(¬4) مسلم: (3/ 1517) (33) كتاب الإِمارة (47) باب ذم من مات ولم يغز - رقم (158).
(¬5) البخاري: (7/ 732) (64) كتاب المغازي (81) باب - رقم (4423).

الصفحة 478