كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

وهو مسئول عن رعَّيتهِ، والرجُلُ راعٍ على أهل بيتِهِ، وهو مسئول عنهم، والمرأةُ راعية على بيت بعلِهَا وولدهَا (¬1)، وهى مسئولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيِّدِهِ، وهو مسئولٌ عنهُ، ألا كلكم راعٍ وكُلُّكُم مسئولٌ عن رَعيَّتهِ".
البّزار (¬2)، عنِ أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من أميرِ عَشَرةٍ إلا يُؤتى به مغلولًا يوم القيامةِ حتى يفكَّه العدل، أو يوبقه الجور".
مسلم (¬3)، عن مَعْقِل بن يسار قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رعيَّةً، يموتُ يوم يموتُ وهو غاشٌ لرعيَّتهِ إلا حرَّم الله عليهِ الجنَّة".
وعن عبد الرحمن بن شُّمَاسَةَ (¬4)، هو المهريّ قال: أتيتُ عائشة أسألُها عن شيء. فقالت: ممن أنت؟ فقلتُ: رجل من أهل مِصْرَ. فقالت: كيف كان صاحِبُكم لكم في غَزَاتِكُمْ هذه؟ فقال: ما نَقَمْنَا شيئا، إنْ كان لَيموتُ للرجل منَّا البعيرُ، فيعطيه البعير، والعبْدُ فيعطيه العبد، ويحتاجُ إلى النفقةِ، فيعطيه النفقةَ، فقالت: أما إنَّهُ لا يمنعنيِ الذي فعل في أخي (¬5) محمد بن أبي بكر، أن أخبرك ما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في بيتي هذا: "اللهم من وَلِىَ من أمْرِ أُمتى شيئًا فَشَقَّ عليهم، فاشْقُقْ عليه ومن ولي من أمر أُمَّتي شيئًا فَرفَقَ بهم فارفق به".
أبو داود (¬6)، عن أبي مريم الأزدي قال: دخلتُ على معاوية فقال: ما
¬__________
(¬1) مسلم: (وولده).
(¬2) كشف الأستار: (2/ 253 - 254).
(¬3) مسلم: (3/ 1460) (33) كتاب الإِمارة: (5) باب فضيلة الإِمام العادل - رقم (21).
(¬4) مسلم: رقم (19).
(¬5) مسلم: (لا يمنعن الذي فعل في محمد بن أبي بكرٍ أخي).
(¬6) أبو داود: (3/ 356 - 357) (14) كتاب الخراج والإِمارة والفئ (13) باب فيما يلزم الإِمام من أمر الرعية - رقم (2948).

الصفحة 486