كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

أنعمَنَا بك أبا فلان، وهى كلمة تقولها العرب، فقلت: حديثًا سمعتُه أخبرك به، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ ولاه الله شيئًا من أمرِ المسلمين فاحتجب دون حاجتهمْ وخَلَّتهمْ وفقرهم احتجبَ الله دون حاجته وخَلَّتِهِ وفقره"، قال: فجعل رجلًا على حوائج الناس.
أبو داود (¬1)، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد الله بالأمير خيرًا، جَعَلَ لهُ وزير صِدْقٍ: إن نسي ذكَّره، وإن ذكر أعانَهُ، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزيرَ سوءٍ: إِن نسي لم يذكره، وإن ذَكر لم يُعِنْهُ".
النسائي (¬2)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من والٍ إِلا وَلَهُ بطانتان: بطانةٌ تأمُرُهُ بالمعروف، وتنهاهُ عن المنكر. وبطانةٌ لا تألُوهُ خَبَالًا، فمن وُقِيَ شرّهما (¬3) فقد وُقِىَ وهو من التي تغلبُ عليه مِنْهُمَا".
البخاري (¬4)، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما بعثَ الله من نَبى ولا استخلف من خليفة إلا كانت له (¬5) بطانةٌ تأمره بالمعروف وتحضُهُ عليه، وبطانةٌ تأمرهُ بالشرِّ وتحُّضهُ عليه، فالمعصوم من عَصَم الله".
¬__________
(¬1) أبو داود: (3/ 345) (14) كتاب الخراج والإمارة والفيء (4) باب في اتخاذ الوزير - رقم (2932).
(¬2) النسائي: (7/ 158) (39) كتاب الببعة (32) باب بطانة الإِمام - رقم (4201).
(¬3) في النسائي: (وقي شرها).
(¬4) البخاري: (13/ 201) (93) كتاب الأحكام (42) باب بطانة الإِمام وأهل مشورته - رقم (7198).
(¬5) في البخاري: (إلا كانت له بطانتان).

الصفحة 487