كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

في حجة الوداع وهو يقول: "ولو استُعْمِلَ عليكم عبدٌ يقودُكُم بكتاب اللهِ، فاسمعُوا له وأطيعوا".
وفي طريق أخرى (¬1): "عبدًا حبشيًّا مُجَدَّعًا".
وعن ابن عمر (¬2)، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "على المرء المسلم السمعُ والطاعةُ فيما أحبّ وكرِهِ. إلا أن يؤمر بمعصيةٍ فإنْ أُمر بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة".
وعن علي بن أَبى طالب (¬3) أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشًا وأمرّ عليهم رجلًا فأوقَدَ نَارًا وقال: ادْخُلُوها. فأراد ناسٌ أن يدخُلُوهَا. وقال آخرون: إِنَّا قد فَرَرْنَا منها. فذُكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: للذين أرأدوا أن يدخلوهُا: "لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة" وقال للآخرين قولًا حسنا وقال: "لا طَاعَةَ في معصيَةِ اللهِ إنَّما الطَّاعَة في المعروف".
وعن ابن عباس (¬4)، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كَرِهَ من أميرِهِ شيئًا فليصبر عليه، فإِنه ليس أحَدٌ من الناس يخرج من السلطان شبرًا، فمات (¬5) إلا مات ميتةً جاهليَّةً".
وعن عبد الله بن مسعود (¬6) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنَّها ستكونُ بعدي أَثرةٌ وأمورٌ تنكرونها" قالوا: يا رسول الله! كيف تأمرُ مَنْ أدرك
¬__________
(¬1) مسلم: الموضع السابق.
(¬2) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (38).
(¬3) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (39).
(¬4) مسلم: (3/ 1478) (33) كتاب الإمارة (13) باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن - رقم (56).
(¬5) في مسلم: (فمات عليه).
(¬6) مسلم: (3/ 1472) (33) كتاب الإمارة (10) باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء - رقم (45)

الصفحة 492