كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

الكبائِر فقال: "الشرك (¬1) باللهِ وقَتْلُ النفس المُسْلِمَة والتولي (¬2) يوم الزحف".
البخاري (¬3)، عن أنس قال: صلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبح قريباً من خيبر بغلسِ ثم قال: "الله أكبرُ خَرِبت خيبرُ، إنَّا إذا نزلنا بساحةِ قوم فساء صباح المنذرين" فخرجوا يسَعَون في السِّكك، فقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - المقاتلة، وسبى الذُّرِّية، وكان في السبي صفيةُ بنت حيي (¬4)، فصارت إلى دِحيةَ الكلبيّ، ثم صارت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل عِتقها صداقَها.
مسلم (¬5)، عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلاً قِبَلَ نجدٍ، فجاءت بِرَجُلٍ من بني حنيفةَ يُقالُ له ثُمامَةُ بن أُثَالٍ، سيدُ أهلِ اليمْامةِ فربطُوهُ بسارية من سواري المسجد، فخرج إليهِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ماذا عندكَ يا ثُمامةُ؟ " فقال: عندي يا محمد خيرُ إنْ تَقْتُلْ تقتل ذا دمٍ، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكرٍ وإن كُنتَ تُريد المال فَسْلْ تُعْطَ مِنْهُ ما شِئتَ، فتركَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان من (¬6) الغد، فقال: "ما عندك يا ثمامة" " قال: ما قُلتُ لك: إن تنعِم تُنْعِم على شاكر وإن تَقتُل تقتُل ذا دم (¬7) فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان بعد (¬8) الغد، قال: "ما عندك ثُمَامَةُ" قال ما قلتُ (¬9) لك، إن تُنْعِم تنعِم على شاكر وإذ تَقتُل تَقتُل ذا دم وإن كُنتَ تريدُ المال فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ ما شِئْتَ، فقال له رسول الله - صلى الله
¬__________
(¬1) النسائي (الإِشراك).
(¬2) النسائي: (الفرار).
(¬3) البخاري: (536/ 7) (64) كتاب المغازي (38) باب غزوة خيبر - رقم (4200).
(¬4) (بنت حيي): ليست في البخاري.
(¬5) مسلم: (3/ 1386) (32) كتاب الجهاد والسير (19) باب ربط الأسير وحبسه - رقم (59).
(¬6) مسلم: (بعد الغد).
(¬7) مسلم: (وأن كنت تريد المال، فسل تعط منه).
(¬8) مسلم: (من الغد).
(¬9) مسلم: (عندي ما قلت).

الصفحة 547